نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حياتنا والأدوات الرقمية, اليوم الأحد 18 مايو 2025 02:23 صباحاً
نشر بوساطة وجد الرويشد في الرياض يوم 17 - 05 - 2025
في عمر معين وفترة معينة، كنا نعيش اللحظة بكل تفاصيلها. لم يكن لدينا شاشات تسرق انتباهنا أو أدوات رقمية تشتت تركيزنا. لو سألنا آباءنا وأمهاتنا كيف كانوا يعيشون اللحظة في السابق، لقالوا: "كنا نستمتع بالحديث مع من حولنا أو بلعبة كرة في الحارة. كنا نعيش اللحظة بكل تفاصيلها". إذا تساءلتم لماذا يذكرون أدق التفاصيل عن ذكرياتهم؟ الجواب بسيط، لأنهم كانوا يعيشون اللحظة من البداية إلى النهاية. أما في وقتنا الحالي، أصبحنا نعيش في عالم مزدوج، بين الواقع الذي نعيشه وبين العالم الرقمي الذي أصبح يتحكم فينا بشكل كبير، نعيش في سباق مع الزمن، ما بين خوفنا من أن تمر اللحظة دون أن نوثقها، وبين خوفنا من أننا لم نشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي، لم نعد ننتبه لجمال اللحظة أو لوجود الأشخاص من حولنا، لأن أعيننا وأفكارنا مشغولة بما نراه على شاشات هواتفنا.
لقد أصبحت حياتنا الرقمية هي المحور الأساسي، وأصبحنا نغفل عن تقدير الواقع بكل تفاصيله الصغيرة، بدأت أفكر في لحظة: ماذا لو ركزنا على حياتنا الواقعية، بعيدًا عن العالم الافتراضي؟ ماذا لو كانت سعادتنا ورزقنا يكمن في تلك اللحظات العابرة التي نغفل عنها؟ تغيرت الأوضاع، أصبحت الأدوات الرقمية جزءًا أساسيًا من حياتنا، وأصبح من الصعب تقدير الواقع بكل ما فيه من جمال، بدأنا نضحك مع الآخرين عبر الشاشات بدلاً من أن نضحك معهم في الواقع. بدأنا نهنئ ونبارك عبر الرسائل الافتراضية بدلاً من تبادل التهاني وجهًا لوجه.
أذكر عندما دخلت أحد المقاهي في الأيام الأخيرة، وأخذت نظرة سريعة على من حولي، لاحظت أن الجميع مشغول بشاشاتهم، الجلسات صامتة رغم أن الكراسي متقاربة، لم نعد نرفع رؤوسنا لنعرف من حولنا، ولم نعد نلاحظ التفاصيل أو نعيش لحظة مع الآخرين، أصبح الأمر طبيعيًا أن ننشغل بشاشات هواتفنا بدلاً من أن نعيش اللحظة مع البشر من حولنا.
لقد أصبحت الشاشات جزءًا من حياتنا اليومية، نقوم بفحصها بشكل لاإرادي، ونتحقق من الإشعارات باستمرار، بدلاً من أن نركز على الواقع الذي نعيشه، نحن نبتعد عن اللحظات الجميلة التي تمر في يومنا، لأننا مشغولون بالعالم الرقمي. ولكن، هل يمكننا أن نعيش حياة أكثر وعيًا؟ هل يمكننا أن نرفع رؤوسنا عن شاشات هواتفنا ونعيش الحياة الواقعية من حولنا؟ قد تكون الإجابة في عيش اللحظة بشكل أبطأ، في تقدير جمال الحياة الواقعية التي نغفل عنها، في الحديث مع من حولنا بدلاً من التفاعل مع الشخصيات الافتراضية. إنها دعوة لنا جميعًا للتركيز على اللحظات العابرة التي تصنع واقعنا.
الحياة الرقمية جزء من حياتنا، لكن ما يزال لدينا القدرة على إعادة تقدير اللحظات الحقيقية، والعيش في الواقع بحضور ووعي.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق