نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في إلهامات الرؤية الوطنية, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 05:45 صباحاً
نشر بوساطة عوضة بن علي الدوسي في الرياض يوم 02 - 05 - 2025
مرت تسعة أعوام متتالية على رؤية الوطن ولا تزال جذوة متقد بعطاءات مختلفة تجاوزت الحدود الوطنية إلى العالمية ولا ينكر هذا إلا جاحد أو جاهل، وهناك مؤشرات كثيرة تؤكد هذا الرأي، ولست بصدد التطرق إليه في مقالتي هذه كون الشرح سيطول عليه وأدرك أن القارئ الكريم ملم بكل أبعاده، اليوم نحن نقف في الصدارة ونتجاوز النظرة التقليدية لنكون من الريع إلى الرّبح، والربح في نظر الاقتصاد هو بيع منتج وتقديم خدمة متميزة تستحق العناء للفئات المستهدفة وتنوع آخر لرفد اقتصاد متعدد، فمن خلال استدعاء الماضي وكذا توظيف الحاضر بكل قدراته وإمكاناته والتطلع إلى المستقبل بعين واسعة شرهة وطامحة كما رسمت له الرؤية كان هذا التغيير للسير نحو منطلقات بعيدة ومسارات متعددة، وهذا ما يجعلنا اليوم مؤثرين في الساحة من خلال حضورنا بالكثير من المفاهيم القيمية والثقافية التي كانت غائبة عن الكثير من شعوب العالم، اليوم نعيد أنماط الحياة القديمة للإنسان السعودي، الأمر الذي جعل الآخر المختلف ينظر لنا بعين القدر والإجلال وكذا الاهتمام للتعرف على هذه الأبعاد الثقافية والحضارية في المملكة العربية السعودية، فقد تفاعلت الرؤية بايجابية مع الأنساق الثقافية المختلفة والتماهي بوعي مندرج في إطار مستنير أدرك جوانب كثيرة ومنها الاعتزاز بالهوية وكذا عدم الانزلاق في وهدة الثقافات الدخيلة والمد العولمي الذي من شانه يؤثر سلبا على سير ثقافتنا وحضارتنا لأن الوقوف على تخوم الخصوصية هو من يمنحنا كمال الشخصية المستقلة، ولذا كانت جهود سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- متوثبة نحو تنوع ثقافي وسياحي نراه اليوم مزدهرا من خلال التمسك بكل أبعاد الماضي مع إعادة تموضع بنية المشهد الثقافي في مسرح الحياة لتتشكل الهيئات والأيام التي تُنظّر وتحفل بكل موروثاتنا، فقد استدعت الرؤية كل أبعاد الماضي من فجرة البعيد (يوم بدينا) وكان يوم التأسيس الذي يأتي وفقا لكل مقاييس الماضي من واقع الجغرافيا والتاريخ وهذا بالتأكيد سوف يعزز الهوية الوطنية والثقافية في صفوف الأجيال القادمة ويعزز عطاء المجتمع في طرق إعادة تدوير المال، فحينما يحضر المجتمع ضمن المشهد الواسع فان العلاقة تتسع وتزداد لنمو مالي واقتصادي متنوع وهذا ما سيحدث الفارق الاقتصادي بين الريع والربح، وجاءت الرؤية على هذا الأساس كرسالة تفيض بكل المعاني والدلالات وتنطلق من مرتكزات ثلاث مجتمع حيوي ووطن طموح واقتصاد مزدهر وهذه الغزارة والاشتباك الحميد لرؤيتنا مع الامتداد الثقافي وتنوع المثمنات التاريخية على الأرض بنتاجه الفكري تجاوز بعده الثقافي والفني إلى أبعاد أخرى ومنها الجوانب الاقتصادية ووفرة الفرصة الكبيرة للسياحة العالمية التي باتت اليوم تبحث عن التعرف على الأمكنة وحب الاكتشاف لثقافات الشعوب وخصوصا الجزيرة العربية التي شكلت المهد الأول للحضارات الإنسانية وملتقى للقارات إلى جانب ما أسهمت به من معارف من خلال تاريخ قديم يزخر بالعديد من المعارف التي مرت بمراحل وحقب تاريخية وأزمنة مختلفة لا تزال مثار للدهشة والإعجاب نظرا لامتداد عمرها الطويل كان أخرها هذه الاكتشافات غير بعيد، والتي تأخذك حتما في رحلة مذهلة لاكتشاف الأسرار المخفية لأغرب المواقع الأثرية والتاريخية. ومن هنا اجزم أن الرؤية طريقة مبتكرة وفكرة خلاقة ليس لأنها تتيح عمل مشترك لكل شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتهم الثقافية وتبايناتهم الاجتماعية فحسب بل لأنها تتيح الإنتاج الثقافي والحضاري وتستدعي التاريخ وتعمق مفهوم القيم والأصالة وتتسع في آفاقها نحو كل الأبعاد الاقتصادية ومن المبشرات أن الرؤية تنطلق نحو عامها العاشر ليكتمل عِقد العَقد في فضاءات الغد بآمال واعدة لمستقبل 2030 والمملكة لاتزال تتوثب خطاها ومشرعة أبوابها لاستقبال العالم لتكون محطة وامضة يتجلى فيها كل قيم الإنسانية والتعايش والمحبة والسلام وبعلاقة مطلقة لكل منظومة قيمنا وثقافتنا لتسير في مسارها البنيوي الصحيح بحركة متوازية سياحية واقتصادية.. وإلى لقاء.
عوضة بن علي الدوسي
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق