مسؤول أممي: أزمة النزوح «كارثية».. ولبنان بحاجة ماسة للدعم
حذر مسؤول في المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، من أن نزوح مئات الآلاف من الأشخاص في لبنان “كارثي”، مؤكدا أن الدعم الدولي “لا يتناسب مع الاحتياجات”، فيما أعلنت وزارة الدفاع البلجيكية أنه وتمكنت منذ نحو أسبوع من إجلاء نحو مئة شخص أوروبي من لبنان.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عثمان البلبيسي: “مع موجة النزوح هذه، نشهد احتياجات هائلة… الوضع كارثي. وقال البلبيسي خلال زيارة لبيروت أول من الخميس، إن “لبنان يحتاج إلى مزيد من الدعم”. “ما تم تقديمه حتى الآن هو الحد الأدنى ولا يلبي الاحتياجات. » وأوضح عثمان البلبيسي أن المنظمة الدولية للهجرة “تحققت وتتبعت” نحو 690 ألف نازح في لبنان، مشيراً إلى أن نحو 400 ألف آخرين غادروا البلاد، كثيرون منهم إلى سوريا المجاورة.
وبحسب الحكومة والمنظمة الدولية للهجرة، يعيش نحو ربع النازحين (أكثر من 185 ألف شخص) في لبنان في ملاجئ رسمية مثل المدارس.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن ربعاً آخر من النازحين يستأجرون مساكن، بينما يعيش نحو 47 بالمئة في “أماكن استقبال”، ويقيم الكثيرون مع أقاربهم، بينما ينام البعض في الشوارع وليس لديهم مكان يذهبون إليه. وقال البلبيسي “من المحزن حقا أن نرى هذا (النزوح) مرة أخرى في لبنان”، في بلد عانى من حرب أهلية بين عامي 1975 و1990 وصراع استمر نحو شهر بين إسرائيل وحزب الله عام 2006. وأضاف، مع تصاعد الدخان من الغارات. وفي ضاحية بيروت الجنوبية، فر السكان من منازلهم “بدون أي شيء، خوفا، وعليهم الآن إعادة بناء كل شيء”. وأوضح البلبيسي أن الأمم المتحدة دعت المجتمع الدولي إلى تقديم 426 مليون دولار لمعالجة الأزمة الإنسانية في البلاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، منها 32 مليون دولار للمنظمة الدولية للهجرة من أجل مساعدة نحو 400 ألف شخص. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الجمعة إن النداء لم يجمع سوى 12 بالمئة من هدفه، أو 51 مليون دولار. وقال عثمان البلبيسي: “نأمل أن يتمكن الجميع من زيادة مساهماتهم”، مضيفاً: “نريد أن تنتهي هذه (الرحلة) في أسرع وقت ممكن”.
من جهة أخرى، غادر بيروت مساء الخميس نحو مئة مواطن أوروبي على متن طائرة عسكرية بلجيكية، في ظل حملة الغارات الإسرائيلية المدمرة على مختلف المناطق اللبنانية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البلجيكية إن الطائرة التي هبطت في مطار ميلسبروك العسكري بالقرب من بروكسل كانت تقل “58 بلجيكيا ومن لهم الحق في الذهاب إلى هناك، 41 هولنديا و11 فرنسيا ولوكسمبورغي واحد”. وإجمالاً، استفاد نحو 150 بلجيكياً من أصل 1800 مقيم في لبنان من «مساعدة المغادرة» إلى بلجيكا، بحسب المصدر نفسه. وفي الأسبوع الماضي، استفادت الدفعة الأولى من رحلتين نظمتهما هولندا.
ومن بين العائدين صحفيان بلجيكيان تعرضا لهجوم من قبل مجموعة من الأفراد في وقت سابق من هذا الشهر أثناء تغطيتهما لهجوم بالقنابل في وسط بيروت.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البلجيكية: “جميع البلجيكيين الذين أرادوا المغادرة تمكنوا من القيام بذلك”. وأضاف: “نواصل تقييم الوضع”، مع النظر في الطلبات الأخرى المحتملة. (وكالات)